الكورد يتوغلون في عمق الأراضي التي يسيطر عليها داعش في سوريا

الكورد يتوغلون في عمق الأراضي التي يسيطر عليها داعش في سوريا
2015-06-22T22:06:40+00:00

شفق نيوز/ توغلت قوات يقودها الكورد يوم الاثنين في أراض سورية يسيطر عليها تنظيم داعش في دلالة على زخم جديد بعدما استولت تلك القوات بسرعة وعلى غير المتوقع على معبر حدودي من قبضة المتشددين.

وقال ريدور خليل المتحدث باسم القوات الكوردية إن هذه القوات المدعومة بغارات جوية يقودها الأمريكيون ومجموعات أصغر من مقاتلي المعارضة السورية اقتربوا حتى مسافة سبعة كيلومترات من عين عيسى وهي بلدة تقع على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال من مدينة الرقة العاصمة الفعلية لتنظيم داعش.

وجاء التقدم السريع في محافظة الرقة مخالفا لكل التوقعات لمعركة تدوم فترة طويلة بين وحدات حماية الشعب الكوردية ومسلحي الذين خاضوا لأربعة أشهر قتالا من أجل السيطرة على بلدة كوباني الحدودية التي حقق فيها الكورد أخيرا انتصارا على المتطرفين ن في يناير كانون الثاني الماضي.

والرقة هي المعقل الرئيسي لداعش في سوريا وهو التنظيم الذي أعلن قيام دولة الخلافة على جميع المسلمين من مناطق يسيطر عليها في سوريا والعراق.

وتقود الولايات المتحدة حملة ضربات جوية على التنظيم في كلا البلدين الجارين منذ العام الماضي. وكان الكورد الشريك الأكثر أهمية حتى الآن للحملة التي يقودها الأمريكيون في سوريا حيث لا تتمتع واشنطن إلا بالقليل من الحلفاء مقارنة بالعراق.

وكانت الجبهة الكوردية في شمال سوريا أحد المصادر القليلة للتفاؤل في القتال ضد داعش منذ حقق متشددو التنظيم مكاسب كبيرة الشهر الماضي بالقرب من العاصمتين دمشق وبغداد.

والأسبوع الماضي قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إنه من الواضح أن مسلحي داعش قد "تصدعوا" في بلدة تل أبيض التركية التي سقطت في أقل من يومين في ايدي وحدات حماية الشعب الكوردية في تطور أدى لقطع طريق الإمداد عن داعش من تركيا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات تقودها وحدات حماية الشعب الكوردية تقاتل داعش على مشارف قاعدة عسكرية إلى الجنوب الغربي من عين عيسى، وفق ما اوردته رويترز واطلعت عليه شفق نيوز.

وسيطر داعش على قاعدة "اللواء 93" منذ استولى عليها من قبضة الجيش السوري العام الماضي. وقال المرصد السوري إنه لو انتقلت السيطرة على تلك القاعدة إلى الكورد فسيعني هذا عمليا سقوط عين عيسى. وأضاف المرصد قوله إن الآلاف من الناس فروا من عين عيسى نحو مدينة الرقة في اليومين الماضيين.

وكان بعض اللاجئين من منطقة تل أبيض اتهموا وحدات حماية الشعب الكوردية بطرد العرب والتركمان من أراض استولت عليها هذه القوات من داعش. وكان أكثر من 23 ألف شخص فروا من شمال سوريا إلى تركيا هذا الشهر هربا من المعارك.

ومع استمرار المعارك وإعادة فتح معبر حدودي بدأ بعض اللاجئين العودة إلى تل أبيض يوم الاثنين. وعاد مئات من السوريين معظمهم نساء وأطفال حاملين أمتعتهم عبر الحدود من بلدة أقجة قعلة التركية.

وينفى مسؤولون كورد طرد أحد من السكان وقالوا إن هذه الاتهامات تهدف إلى إثارة صراع عرقي. ويقول المرصد السوري إنه لا دليل على ارتكاب القوات الكوردية انتهاكات ممنهجة رغم وجود حالات فردية.

وأثار التقدم الكوردي قلق الحكومة التركية التي تخشى أن يؤدي تنامي النفوذ الكوردي في شمال سوريا إلى إثارة الاضطرابات العرقية بين الكورد من سكانها.

ونقلت أنقرة إلى واشنطن قلقها من علامات على "نوع من التطهير العرقي" في مناطق يسيطر عليها الكورد بالقرب من تل أبيض.

ويقول كورد سوريا إنهم لا يريدون إنشاء دولة خاصة بهم لكنهم يرون نموذج الحكم الذاتي الإقليمي الذي يتمتعون به مثالا يحتذى لإنهاء الحرب في سوريا ومناطق أخرى بالمنطقة. ويتمتع أبناء عمومتهم من كورد العراق بحكم ذاتي في منطقتهم أيضا.

وتسبب اتساع نفوذ الإدارة الكوردية في شقاق مع الحكومة السورية التي كانت تميل إلى تجنب أي صراع مباشر مع الكورد خلال الحرب التي مر عليها أربع سنوات مع احتفاظها بموطيء قدم في مناطق واقعة تحت النفوذ الكوردي.

وثارت التوترات في القامشلي وهي بلدة في شمال شرق سوريا يتقاسم الكورد والقوات الحكومية السيطرة عليها. وانتزعت القوات الكوردية عدة مواقع من سيطرة الحكومة الأسبوع الماضي بعد اشتباكات ألقى مسؤولون كورد بالمسؤولية فيها على الحكومة السورية لتحريضها على صراع بين العرب والكورد.

ولم يعلق مسؤولون من الحكومة السورية على أحداث القامشلي بصورة محددة لكنهم قالوا إن لديهم شكوكا بوجود طموحات انفصالية لدى بعض الكورد.

وقال مسؤول بالحكومة السورية عبر الهاتف مشترطا عدم نشر اسمه "عموما نحن وإياهم أصحاب.. لكن الوئام لا يدوم".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon