"ثأرا من داعش".. رجال العشائر يشون بالارهابيين إلى الأمريكيين

"ثأرا من داعش".. رجال العشائر يشون بالارهابيين إلى الأمريكيين
2022-09-13T18:15:22+00:00

شفق نيوز/ كشف تقرير نشره موقع "سويس انفو" السويسري عن جوانب خفية من المعركة الدائرة مع تنظيم "داعش" في سوريا، حيث يتعاون رجال العشائر مع القوات الامريكية من اجل رصد واغتيال قيادات التنظيم "انتقاما" من الجرائم والمذابح التي ارتكبها الإرهابيون عندما سيطروا على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.

وكمثال على هذا "الثأر"، أشار التقرير، الذي تنشره وكالة شفق نيوز، بعد ترجمته إلى العربية،  الى عملية اغتيال قائد داعش في سوريا ماهر العقال الذي قتل بضربة مسيرة أمريكية في شهر تموز/يوليو الماضي، حيث قام رجال عشيرة الشعيطات بزرع جهاز تتبع على الدراجة النارية التي كان يستخدمها العقال، لتتمكن المسيرة الامريكية من رصده واغتياله.

 وأوضح تقرير الموقع السويسري، أنه فيما تحصنت فلول داعش بمناطق نائية، أصبحت الولايات المتحدة أكثر اعتمادا على  مساعدة رجال العشائر للانتقام من الفظائع التي ارتكبها التنظيم خلال سنوات سيطرته السابقة، مضيفا ان عشيرة الشعيطات كانت متعطشة للثأر منذ ان قام داعش بذبح المئات من رجال العشيرة.

واشار التقرير الى ان احد رجال العشيرة روى هذه المعلومات وقد أكدها ايضا ضابط مخابرات غربي في المنطقة. وبحسب الرواية الموثقة، فان أقارب العشائر كانوا على اتصال بعائلة القيادي الداعشي ويراقبونه سرا منذ شهور في شمال سوريا.

ونقل التقرير عن الرجل العشائري الذي رفض الكشف عن هويته قوله "لقد انتقمت من أجل قبيلتي التي مارست داعش بحقها الصلب والإعدام وقطع الرؤوس بلا رحمة". وأضاف "لقد أطفأت النار المشتعلة في قلوبنا".

 وذكر التقرير بأن تنظيم داعش ارتكب احد اكثر اعماله الوحشية دموية عندما قتل أكثر من 900 من أبناء الشعيطات في ثلاث بلدات في منطقة دير الزور في شرقي سوريا في العام 2014 عندما تمردوا على سلطة داعش الذي كان وقتها يسيطر على أكثر من ثلث مساحة سوريا والعراق.

وتابع التقرير أن المئات من مسلحي التنظيم يتمركزون حاليا في مناطق نائية لا سيطرة فيها لا لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ولا للجيش السوري المدعوم من روسيا ولا للميليشيات المدعومة من إيران.

ونقل التقرير عن ثلاثة مصادر استخباراتية غربية وستة مصادر عشائرية، أن أفراد العشائر العربية الساعية للانتقام، أصبحوا يشكلون حاليا جزءا من شبكة المتعاظمة من الجواسيس العشائريين، وهم يؤدون دورا مهما في الحملة العسكرية الامريكية الهادفة الى اضعاف داعش.

كما نقل التقرير عن، ياسر الكساب، وهو احد وجهاء العشائر في قرية غرانيج في دير الزور، قوله إن "شبكات المخبرين تتعاون مع الأمريكيين الذين يزرعونها في كل مكان"، مضيفا أن "مخبرين من نفس القبيلة يشون بأبناء عمومتهم المنضوين في صفوف داعش".

ونقل التقرير أيضاً، عن مسؤول عسكري امريكي اشارته الى عملية اغتيال العقال، قائلا  ان عملية استهدافه اعتمدت بالكامل تقريبا على معلومات استخباراتية بشرية، مضيفا أن "هذه مسألة تتطلب شبكة عميقة في المنطقة".

وبحسب مصادر مخابرات غربية وإقليمية وثلاثة شخصيات عشائرية بارزة فإنه مع مقتل او اعتقال العديد من القادة الاجانب في داعش، أصبح السوريون يلعبون دورا أكثر أهمية في قيادة التنظيم، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للاختراق عبر مواطنيهم السوريين الراغبين في تصفية الحسابات معهم بسبب جرائم التنظيم.

وعلى الرغم من أن أربعة مصادر محلية مطلعة على نشاط جمع المعلومات الاستخباراتية، تقول إن المال يتم دفعه في بعض الأحيان مقابل الحصول على المعلومات، إلا أن العديد من المخبرين تدفعهم الرغبة بالانتقام من الجرائم التي ارتكبها داعش عندما كان في قمة قوته.

 وتحدثت خمسة مصادر عشائرية عن ان الشبكات العشائرية التي تمولها الولايات المتحدة اخترقت الخلايا النائمة لداعش وجمعت معلومات حول المجندين الجدد، الذين من بينهم أفراد عشائر في بعض الحالات، وهو ما أكده ضباط المخابرات الغربيون الثلاثة ومسؤول امني اقليمي.

 وفي حين ان العديد من الجواسيس ينتمون الى قبيلة الشعيطات، وهي فرع من العكيدات، العشيرة الاكبر في سوريا، والذين قاتلوا الى جانب القوات المدعومة من الولايات المتحدة لطرد داعش من مناطق في شمال شرق سوريا، وسيطروا على مدينة الرقة بعد معارك طويلة في العام 2017.

ونقل التقرير عن الخبير في شؤون الجماعات الجهادية سامر الاحمد قوله إن هؤلاء يريدون "الانتقام لذا يلجأون الى التعاون مع اقربائهم من أجل تسريب المعلومات وكشف مواقع قيادات داعش. انهم يستخدمون الروابط العشائرية".

 وبحسب أحد ضباط الاستخبارات الغربية فإن المعلومات الاستخباراتية البشرية اصبحت اكثر اهمية الان، لان الارهابيين اصبحوا يتجنبون اكثر واكثر استخدام الاجهزة مثل الهواتف المحمولة المعرضة للمراقبة.

 وختم التقرير بالاشارة الى ان الضربات الامريكية الناجحة ضد قيادات داعش، شجعت أحمد الحسوني، وهو قيادي بارز في قبيلة الشعيطات لا يزال يبحث عن رفات اثنين من ابنائه الأربعة الذين قطع داعش رؤوسهم في 2014.وقال الحسوني "لقد ذبحوا ابنائي واحرقوا قلوبنا.. والله لن انام الى ان يموت آخر مجرم".

أما عبدالله العمر (32 عاما) فان خشيته من عودة ظهور داعش، دفعه إلى الإبلاغ عن اثنين من اقاربه في عشيرته ينتميان الى داعش، وقال "ليس بامكاننا النوم بسلام في الليل لاننا نعلم انهم ما زالوا هناك يتحينون الوقت الملائم للانتقام وقتل من نجوا من مذابحهم". 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon