ضغط إسرائيلي كبير.. المخاطرة الأمريكية بحرب مع ايران: هذه أضرارها

ضغط إسرائيلي كبير.. المخاطرة الأمريكية بحرب مع ايران: هذه أضرارها
2022-06-24T19:45:40+00:00

شفق نيوز/ حذر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني من ان الترويج للخيار العسكري من جانب الأصوات المتشددة داخل الادارة الامريكية واسرائيل، يمكن أن يتسبب في حرب كارثية جديدة كالتي جرت في العراق، ويمكن ان يدفع واشنطن الى التورط في "حرب لا نهائية" اخرى. 

وتحت عنوان "لماذا حرب الولايات المتحدة مع إيران هي فكرة سيئة"، ذكر التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ بتصريحات لرئيس الحكومة الاسرائيلية الأسبق بنيامين نتنياهو في ايلول/سبتمبر 2002، وذلك امام الكونغرس الامريكي من اجل دفع إدارة جورج بوش لغزو العراق، حيث قال انه ما من شكوك في ان العراق يطور اسلحة نووية، مضيفا انه "إذا اسقطتم صدام، فانا اضمن لكم انه سيكون لذلك أصداء ايجابية هائلة في المنطقة". 

وبعدها بستة شهور، غزت واشنطن العراق ولم تعثر على اسلحة دمار شامل، وانطلقت بذلك عقود من العنف والحرب في المنطقة. ولفت التقرير الى ان اسرائيل تستخدم الآن نفس قواعد اللعبة من أجل الضغط للقيام بعمل عسكري تقوده الولايات المتحدة ضد إيران. 

كما أشار التقرير الى أن الأصوات المتشددة في الولايات المتحدة تضغط ايضا على الرئيس جو بايدن من أجل انتهاك وعده الانتخابي بمحاسبة السعودية، والضغط في المقابل لابرام اتفاقيات امنية مشروطة بـ "تطبيع" العلاقات مع اسرائيل، مضيفا ان هذه الاستراتيجية تتجاهل ضرورة ان تكون ايران مشمولة كقوة مركزية في المنطقة، في هذه البنية الأمنية.

ولهذا، اعتبر التقرير ان هذه الدعوات من اجل انتهاج سياسات ضغط فقط على ايران، بدلا من السعي لانجاز سلام حقيقي، تثير مجازفة قد تؤدي الى تصعيد يقود الى تورط الولايات المتحدة في حرب "لا نهائية" اخرى، مضيفا ان الحرب مع ايران ستكون "خطأ فادحا، ليس فقط بسبب تداعياتها وانما ايضا لان هناك بديل سلمي واضح". 

ثم استعاد التقرير ما جرى حول العراق، موضحا ان "الصقور" في الولايات المتحدة واسرائيل يحاولون الان اثارة المخاوف إزاء السلاح النووي الاسرائيلي من أجل تبرير الحرب، حيث قيل لعامة الناس منذ عقود أن طهران توشك على تصنيع سلاح نووي. 

الا ان التقرير لفت إلى أن "الخطر المفترض" بتطوير سلاح نووي إيراني تم حله مؤخرا من خلال الدبلوماسية، حيث توصلت واشنطن وطهران، رغم المعارضة القوية من جانب إسرائيل وأنصار الحرب داخل امريكا، الى اتفاق تاريخي بمشاركة المجتمع الدولي في العام 2015، والذي يعرف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA)  او الاتفاق النووي الايراني في ظل إدارة باراك أوباما.

واوضح التقرير ان هذه الخطة وفرت رقابة دولية لا سابق لها على البرنامج النووي الإيراني وفرضت بصرامة قيودا لضمان عدم تمكن إيران من تسليح برنامجها النووي، وذلك مقابل تخفيف عقوبات اقتصادية مفروضة على إيران.

وللدلالة على أهمية هذه الخطة، أوضح التقرير أيضا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أبلغت مرارا عن امتثال إيران للاتفاق حتى بعد انسحاب ادارة دونالد ترامب من الصفقة في أيار/مايو العام 2018 واعادة فرض عقوبات أمريكية على الإيرانيين. كما أن بايدن، عندما كان مرشحا للرئاسة، اكد ايضا على اهمية الاتفاق وشدد على أن ترامب هو الذي انسحب من الاتفاق وليس إيران.

لكن المفارقة بحسب ما يلفت التقرير، أنه رغم هذا الإقرار من جانب بايدن والسنوات التي أمضاها وهو ينتقد سياسات ادارة ترامب الفاشلة تجاه ايران، الا ان الادارة الامريكية الحالية أبقت على سياسات سلفه بشكل أساسي بما في ذلك فرض العقوبات التي ما زالت تعرقل تدفق السلع الانسانية في ظل وجود وباء، وادراج الحرس الثوري الإيراني ضمن اللائحة الاميركية للمنظمات الارهابية الاجنبية. 

وتابع التقرير أن بايدن ضيع فرصة استعادة خطة الاتفاق النووي قبل حلول موعد الانتخابات الايرانية في يونيو/حزيران 2021 التي جاءت بادارة ايرانية متشددة، كما واصلت ايران تطوير برنامجها النووي من خلال تخصيب اليورانيوم وإنتاج مخزون يتخطى بدرجة كبيرة الحدود التي كانت حافظت عليها بناء على مقررات "خطة العمل الشاملة المشتركة". 

وتابع أن معارضي الصفقة النووية كانوا زعموا في مرات كثيرة أنهم يسعون من اجل ابرام "صفقة أفضل" مع ايران، الا انه يبدو ان "الضغط من أجل حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط يعكس النية الحقيقية للأصوات المتشددة". 

ومع امتلاك إيران ما يكفي من المواد الانشطارية اللازمة لتصنيع قنبلة نووية واحدة، اعتبر التقرير انه من المرجح أن يؤدي ذلك الى تضخيم الدعوات للقيام بعمل عسكري خاصة بعدما تبدد خيار الدبلوماسية عن الطاولة، مضيفا أن "سياسة بايدن ازاء ايران وموقف إدارته من خطة العمل الشاملة، هو قصر نظر بشكل خطير". 

وبعدما اشار التقرير إلى ان المسؤولين الأمريكيين يستخدمون باستمرار لغة القانون الدولي للتنديد بالغزو الروسي لأوكرانيا، تابع ان التصعيد أو الصراع العسكري او قصف ايران، ينتهك نفس الانظمة القانونية الدولية، ويستحضر ذكرى الضربة الوقائية ضد العراق.

كما لفت الى مشاهد الموت والدمار في اوكرانيا، ومخاوف التصعيد النووي مع روسيا والتداعيات العالمية لهذه الحروب على ازمة الغذاء والجوع والطاقة والتضخم في الولايات المتحدة وتأثر حياة العمال الأمريكيين ودافعي الضرائب الاميركيين، مرجحا ان تتسبب حرب مع إيران في تفاقم ذلك، خاصة مع تضرر التدفق النفطي من مضيق هرمز في الخليج. 

ولهذا، اعتبر التقرير انه "في ظل هذه الظروف المؤلمة، فإن آخر ما يمكننا تحمله حاليا هو التصعيد او الحرب مع ايران". كما لفت إلى أن الرأي العام الأمريكي يعارض الانخراط في حروب جديدة وهو السبب الذي جعل إدارتي ترامب وبايدن تتحدثان عن ضرورة "إنهاء الحروب اللانهائية"، وهو ما أصبح شعارا شائعا في الخطاب السياسي الأمريكي. 

وختم التقرير بالتذكير بأن الحرب مع ايران التي هي دولة عدد سكانها أكبر من العراق وأفغانستان مجتمعين، وتتمتع بموقع اقوى في المنطقة، مضيفا ان الحرب "ستكون خطأ تاريخيا فادحا آخر بنتائج أسوأ بكثير مما شهدناه".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon