معيل في العاشرة من عمره.. "عمالة الأطفال" وجه آخر للحرمان في العراق

معيل في العاشرة من عمره.. "عمالة الأطفال" وجه آخر للحرمان في العراق
2021-07-31T08:35:09+00:00

شفق نيوز / الطفل الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، يقول وملامح الحزن تسبق مخارج نطقه إن قرار ترك الدراسة واللجوء للعمل اتخذه لتوفير لقمة العيش لعائلته.

عمالة الأطفال ظاهرة شاخصة في المجتمع العراقي بشكل واسع، فحالة الطفل تعكس أسلوب حياة مجتمع كامل، في كل يوم هناك وجوه شاحبة يملؤها الحزن، تارة تجدهم على أرصفة الطرقات وتارة أخرى وهم ينتظرون ما يجنون من رزق بين تقاطعات الطرق.

مُعيل منذ الصغر

أحد الأطفال (الباعة الجوالة)، في محافظة النجف، أبلغ وكالة شفق نيوز، أن اسمه أمير، (والده مقعد ولا يستطيع العمل ولديه شقيقتان وأم) وراتب للرعاية الاجتماعية يذهب مباشرة كبدل إيجار.

الطفل الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، قال أيضاً "رغم الوارد البسيط الذي يدخل إليهم من بيع المياه في الشارع وعلى الطريق لكنه يُعيلهم بجزء بسيط، وأن ثمة صعوبات يواجهها في كل يوم أثناء تنقله بين شوارع مدينة النجف".

ويشير أمير إلى أن أصعب ما يواجهه خلال عمله هم "بعض ضعاف النفوس، والكلمات الجارحة التي تخرج منهم".

أما رسل صاحبة 14 ربيعاً تعمل في أحد صالونات الحلاقة النسائية، تعيش واقعاً مريراً منذ الطفولة لأسباب اجتماعية، موضحة لوكالة شفق نيوز، أن "أباها وأمها انفصلا منذ سنين".

وتتابع بالقول: "حلم الطفولة بات كابوساً، كان حلمي أن أصبح ممرضة لمساعدة المرضى في بلدي، لكن تركت دارستي بعد وفاة أبي"، مشيرة إلى أنها تسكن مع جدتها".

حقوق الإنسان

بدورها، رصدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، (مكتب النجف) ظاهرة عمالة الأطفال في البلاد، ومخاطرها على المجتمع.

ونوه مدير المفوضية في النجف، فرزدق الصگبان لوكالة شفق نيوز، إن "ازدياداً في ظاهرة عمالة الأطفال ومن هم دون السن 18 عاماً، حيث سجلت الفرق الرصدية المعنية لملف حق رعاية الطفل في النجف، ارتفاعاً كبيراً لهذه النسبة مقارنة مع الأعوام الماضية".

ويوضح، أن أسباب ذلك تعود إلى "الوضع الاقتصادي للمواطنين وانهياره بسبب ارتفاع اسعار صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، فضلاً عن ظاهرة تسرب الطلبة من المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية"، كونها أحد الأسباب التي تؤدي لعزوف الأطفال عن الدراسة وعدم زجهم في المدارس من قبل الأهالي واستخدامهم للعمل الشاق والمضني.

وبين أن "الوضع الصحي الذي يشهده العالم لانتشار فيروس كورونا وعدم وجود دوام حضوري في المدارس، أيضاً دفع الأهالي لزج الأطفال في الأعمال الشاقة، بالإضافة إلى استخدام الفتيات والفتيان في أعمال التسول والتي تعد من جرائم الإتجار بالبشر وبيعهم".

وقال الصكبان، "كما لا توجد حلول واقعية من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وكذلك عدم الإسراع في إقرار قانون حماية الطفل والذي أقر قبل شهر من قبل مجلس الوزراء وذهبه إلى مجلس النواب للتشريع".

عمالة الأطفال خلال 2021

وكالة شفق نيوز، حصلت على إحصائية خاصة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أظهرت أن عدد الأطفال العاملين هم 155 عاملا في عموم العراق.

وذكر مصدر إعلامي في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، لوكالة شفق نيوز، أن "هذه الأعداد فقط زيارات إلى المحلات والاماكن الخاصة، أما باقي الأعمال غير مسجلة لدى وزارة العمل والشؤون الإجتماعية".

مشكلات صحية

من جانبها، أكدت عضو الفريق الإعلامي الطبي في وزارة الصحة، د. ربى فلاح، أن "من أهم الأمراض التي يتعرض لها الأطفال أثناء العمل، هي ضربة الشمس، والإصابة السريعة بفيروس كورونا، والجفاف والكثير من الأمراض المعدية".

القانون العراقي

من جهته، قال الخبير القانوني علي التميمي، لوكالة شفق نيوز إن "الدستور أوجب رعاية الطفولة والأسرة والأمومة وفق المادة 29 دستور، كما أن قانون العمل 37 لسنة 2015 منع تشغيل الصغار دون 15 سنة".

وأوضح أن "هذا القانون أوجب على وزارة العمل بالتنسيق مع وزارة الداخلية منع ذلك، وإنذار أرباب العمل بمنع ذلك وفق المادة 95 من القانون وفي حالة الإصرار على المخالفة يحال الموضوع إلى محكمة العمل لمحاسبة أصحاب العمل".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon