مقابلة - الحوار الكوردي في سوريا.. خطوات إيجابية في درب شائك

شفق نيوز/ رأى مسؤول الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا في كوباني، علي ابراهيم، أن الحوار الكوردي - الكوردي في سوريا قطع أشواطاً إيجابية للوصول إلى اتفاق ينهي خلافات امتدت لسنوات طويلة بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب أخرى تدير منطقة الإدارة الذاتية بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د".

وقال ابراهيم، في مقابلة مع وكالة شفق نيوز، الخميس، إن "المرحلة الأولى من الحوار الكوردي - الكوردي كانت إيجابية جداً بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية (الإدارة الذاتية)، وكذلك خطونا خطوات إيجابية في المرحلة الثانية باستثناء بعض النقاط الخلافية من بينها العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية".

وأضاف، "كل شيء قابل للنقاش والحل وسيتم تجاوز هذه النقاط الخلافية في المراحل القادمة وهي ليست خلاقات عمية وقابلة للوصول إلى التفاهم".

توقف الحوار 

وأشار إبراهيم إلى "توقف الحوار خلال الفترة الماضية لعدم جاهزية الطرف الضامن (الأمريكي) بسبب تشكيل الإدارة الأمريكية الجديدة، وتغيير أمريكا لممثلها الراعي لهذا الحوار وليام روباك وتعيين مبعوثة جديدة وهي زهرة بيلي بدلاً عنه".

وتوقع إبراهيم استئناف الحوار بين الجانبين قريباً قائلا؛ "الحوار سيبدأ قريباً، وجرت لقاءات بطرفي الحوار قبل أيام بهذا الصدد من قبل الممثل الأمريكي لهذه المحادثات لبحث النقاط الخلافية بين الطريفين"، مضيفا أن "الحوار سيبدأ قريباً بعد أنّ يكون الضامن الأمريكي جاهزاً".

هدف استراتيجي 

ولفت إلى أن "الحوار الكوردي - الكوردي هدف استراتيجي بالنسبة لنا، وذهبنا لهذا الحوار بقناعة تامة لنجاحه ولم نذهب لضياع الوقت، ولدينا قناعة تامة بهذا الحوار لانّنا بحاجة لتوحيد البيت الكوردي ولانّ المناطق الكوردية تحت تهديدات عدة أطراف منها تركيا والنظام وروسيا ، ونجاح هذا الحوار مرهون بمدى استعداد وجاهزية الطرف الآخر (أحزاب الوحدة الوطنية)".

وزاد أن "توحيد الموقف الكوردي في سوريا هو الخطوة الأولى لتوحيد المعارضة بكافة مكوناتها لتشكيل إدارة موحدة تمثل كافة المكونات في سوريا وخاصة في المناطق الكوردية".

عراقيل الحوار 

وقال إنه "طالما هناك هدف مشترك للطرفين الكورديين لنجاح الحوار، فلا يوجد عراقيل مؤثرة، ولكن بعض الأطراف مثل روسيا والنظام لن يكون موقفها إيجابياً من نجاح هذا الحوار لانّ هذا الحوار يتعارض مع مصالحها، ولكن هو في خدمة المنطقة ومن مصلحة الطرفين الكورديين والمنطقة كاملة".

وبشأن هجمات، بدت أنها منسقة، استهدفت مقرات ومكاتب أحزاب المجلس الوطني الكوردي في سوريا، قال إبراهيم إن "التهجم على مقرات الأحزاب التابعة للمجلس الوطني الكوردي وحرقها شيء غير حضاري وعصري بسبب خلاف سياسي بين الطرفين".

وأضاف أن "هذه التصرفات تخدم الأطراف المعادية لنجاح الحوار الكوردي، وهذه الأطراف لاتريد توحيد البيت الكوردي وأنّ يكون الكورد واقعاً إذا كانت هناك قرارات دولية لصالهم".

أهمية توحيد الموقف الكوردي 

وشدد على أن "المجلس الوطني الكوردي وكذلك الإدارة الذاتية بحاجة لهذه الوحدة، فكل طرف منهما يكمل الآخر ويقوي موقفهما في المحافل الدولية، وإذا استطاع الطرفان الاتفاق فيما بينهما سيصبحان جسماً متكاملاً وإذا بقينا طرفين على هذا للحال سيكون موقفنا ضعيفاً في المحافل الدولية، لذا الكورد بحاجة إلى وحدة الموقف والصف لخدمة الشعب".

وقال إن "المطلوب بالدرجة الأولى من أمريكا باعتبارها الطرف الضامن للحوار الكوردي وثانياً من قسد باعتبارها الطرف الضامن للإدارة الذاتية أنّ يقوما بدورهما لوقف الهجمات على مقرات الأحزاب لضمان نجاح الحوار وتذليل العقبات وأن يكون لهما موقف تجاه هذه التصرفات".

تشويه الحقائق

وبشأن الجدل الدائر بشأن تدريس اللغة الكوردية في المدارس، قال إيراهيم، "نحن لسنا ضد تدريس مناهج اللغة الكوردية، والحركة الكوردية ومن بينها حزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا كانت تقوم بتدريس الأحرف الكوردية بشكل سري منذ تأسيسه عام 1957، فكيف سنقف ضد لغتنا الآن".

وزاد بالقول، "لكن نعتقد أنّ الجيل الذي درس مناهج نظامية (حكومية) عليه استكمال دراسته ضماناً لمستقبله الدراسي ريثما يتم إيجاد حل ومناهج معترف بها رسمياً، ونحن مع تدريس المناهج الكوردية وهي من أولوياتنا وعندما يتم اتهامنا بأننا ضد تدريس المناهج الكوردية فهذه تشويه للحقائق". 

فوز بايدن

ورأى إبراهيم أن "فوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية شكل ارتياحاً للعالم أجمع لتخبط دونالد ترامب في سياساته".

وأوضح أن "فوز بايدن واختيار فريقه محل ارتياح لدينا نحن الكورد، فهم يعرفون الملف الكردي جيداً ولديهم رؤيا واضحة ويقفون ضد مطامع تركيا ورئيسها أردوغان في المنطقة وهذا يصب في مصلحة الكورد عامة في سوريا والعراق وتركيا، لذا نحن متفائلون بفترة رئاسة بايدن وفريقه وعلينا الاستفادة من مواقفهم الإيجابية تجاه قضايا الكورد عامة".