مواجهات بين التركمان والكورد في طوزخورماتو خلف سواتر الحرب مع داعش

مواجهات بين التركمان والكورد في طوزخورماتو خلف سواتر الحرب مع داعش
2016-01-15T20:17:55+00:00

شفق نيوز/ يدفع البعض ممن يسكنون في الجانب الخاطئ من خط تماس وهمي يفصل بين الكورد والتركمان في مدينة طوز خورماتو، شمال بغداد، ثمناً باهظا لاعمال العنف بين مقاتلين من الطرفين رغم معاداتهما لتنظيم الدولة الاسلامية. اندلعت المواجهات بين التركمان والكورد اثر خلاف على حاجز تفتيش في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. لكن ورغم توقف المعارك، لم تهدأ الأمور بين الجانبين لا بل ان الانقسام تعمق. يقاتل الطرفان التنظيم الجهادي نفسه لكنهما يتنافسان على فرض نفوذهما في المناطق المتداخلة الى حد يصل احيانا الى المواجهة المسلحة بين الكورد السنة الذين يتلقون الدعم من اقليم كوردستان والتركمان الشيعة الذين يتلقون الدعم من بغداد. احمد حسن مجيد (36 عاما) تركماني شيعي يعيش في منزل محاذ لحي معظم سكانه من الكورد. وكان منزله بين اول المنازل التي احترقت خلال اعمال العنف ولم يبق منه اليوم سوى الجدران في حين انهار جزء من السقف. أما متجره الذي كان يبيع فيه ملابس العرائس، فلم ينجح في انقاذ سوى ثوب واحد منه. ويروي احمد بحسرة وهو يشير الى الركام المتفحم "خسرت كل شيء" بعد ان انفق قرابة 260 مليون دينار (حوالى 218 الف دولار) لبنائه، وبات مرغما مع عائلته على الانتقال لمكان اخر ليس فقط بسبب الدمار الذي لحق بالمنزل بل لانه بات الان يعتبر في "الحي الكردي". على مقربة من المنزل، وضعت اعمدة خرسانية من مخلفات اعمال العنف في عرض الطريق لترسم الحدود بين الجانبين. صعد احمد وهي يسير متعثرا بين امتعته المحترقة ليصل الى ما تبقى من السطح واشار بيده الى جدار اسمنتي بني حديثا لاغلاق شارع ورسم حدود بين المجموعتين وقال "هنا الاكراد وهناك التركمان". بعد الاشتباكات، تبادلت عائلات كوردية وتركمانية المنازل بين جانبي الحد الفاصل لتذهب كل واحدة منها للعيش وسط قوميتها، لتصبح احياء البلدة اليوم مقسمة عرقيا. - ما من خيار اخر - اما نهان بهاء الدين التركمانية فاختارت رغم كل شيء العودة للعيش في منزلها الكائن في الجانب الكوردي. تقول نهان (36 عاما) وهي استاذة في علم الاحياء "هذا خطر ولكن ليس امامنا خيار اخر (...) المقاتلون خلفوا كارثة وراءهم لكن ليس لدينا مكان اخر نأوي اليه". ارغمت نهان من قبل للهرب وترك منزلها في الموصل ثاني مدن البلاد التي احتلها الجهاديون في حزيران/يونيو 2014. ولدى عودتها الى منزلها في الحي الكردي، وجدت على جدران غرفة الاطفال وفي الممرات كتابات تقول "طوز خورماتو تنتمي الى كوردستان". انتشرت قوات البيشمركة الكوردية، في اطار الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية، في مناطق خارج اقليم كوردستان الذي يتمتع باستقلال ذاتي، وسيطرت عليها ومن بينها طوزخورماتو، التي يسعى الكورد الى دمجها بالاقليم. لكن قوات الحشد الشعبي، وهي فصائل شيعية بينها قوات تركمانية تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية، تعارض هذا الامر. ويدفع سكان طوز خورماتو، التي يسكنها 100 الف شخص وتسيطر عليها قوات من الميليشيا الشيعية واخرى من البيشمركة الكوردية، ثمن هذا الصراع على النفوذ. - استهداف اكثر من 100 منزل - تازمت الامور بين الطرفين اثر حادث عند حاجز تفتيش في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، الامر الذي ادى الى اشعال فتيل الصراع. واكدت مصادر تركمانية واخرى كوردية تعرض حوالى 110 منازل وما لايقل عن 200 محل تجاري، يعود ثلثاها الى التركمان، الى احراق او تدمير في موجة العنف التي اعقبت الحادث. كما قتل ما لا يقل عن عشرة تركمان وثمانية كورد، وفقا لشلال عبدول احد المسؤولين المحليين الكورد. واشعلت النار في مستشفى البلدة وقتل احد الجراحين، وفقا للمصدر. واكد بيان لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الانسان انذاك، استهداف مدنيين لاسباب قومية، واشار الى ان المهاجمين "قتلوا وخطفوا ودمروا ممتلكات دون حسيب او رقيب". وبهدف تجنب تعرض ممتلكاتهم الى الحرق او التدمير، كتب كثير من التجار على ابواب محالهم كلمة "اكراد" ويمكن مشاهدة الكثير منها حتى الان. ويمتد صراع النفوذ بين الكورد والتركمان الى ابعد من طوز خورماتو، فقد ندد مسؤولون تركمان هذا الاسبوع بقيام الكورد بحفر خندق كبير يقسم العراق من الشرق الى الغرب. ويقول المسؤولون الكورد ان الغرض من الخندق هو منع هجمات تنظيم الدولة الاسلامية التي تستهدف اقليم كوردستان، لكن التركمان يؤكدون انه يهدف لتوسيع اقليم.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon