موهوب عراقي قتل حلمه الكروي بانفجار في بغداد وأحياه بنيويورك

موهوب عراقي قتل حلمه الكروي بانفجار في بغداد وأحياه بنيويورك
2022-08-21T18:43:06+00:00

شفق نيوز / سلط موقع "ستاتن ايلاند" الأمريكي، الضوء على قصة العراقي الكفيف أحمد شريف، الذي حلم منذ أن كان في السابعة من عمره أن يصبح لاعب كرة قدم، لكن انفجار قنبلة قرب منزله في بغداد عام 2004، تركه بلا بصر وبلا ذراع يمنى، ليفقد الأمل والحلم في أن يلعب كرة القدم مرة أخرى.

حلم مدفون

وأوضح الموقع الأمريكي، في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه لم يمض وقت طويل قبل أن تقوم منظمة (غلوبال ميديكال ريليف) باحضاره (أحمد) إلى جزيرة ستاتن في نيويورك، من أجل تلقي العلاج.

و(غلوبال ميديكال ريليف) هي منظمة إنسانية تدعم العلاج الطبي والنقل والإقامة والتأهيل في الولايات المتحدة، للأطفال حول العالم ممن يعانون من عنف الحرب أو الكوارث الطبيعية أو لديهم القليل من الموارد الطبية.

وذكر التقرير، أن "أحمد شريف، كان يتنقل ذهاباً وإياباً بين بغداد وجزيرة ستاتن لتلقي العلاج لسنوات عدة، وفحصه أكثر من 20 طبيباً، إلا أن زيارته الثالثة إلى الجزيرة الأمريكية بعدما أصبح مراهقا، كانت الأخيرة، حيث طلبت المواطنة الأمريكية إليسا مونتانتي وهي ممن أسسوا المنظمة الإنسانية، أن تصبح الوصية القانونية على أحمد شريف في العام 2012".

مونتانتي

وقالت مونتانتي، التي ساعدت منظمتها أكثر من 500 طفل في 56 دولة مزقتها الحروب خلال الأعوام الـ25 الماضية، إن "أحمد شريف عندما جاء وهو في عمر التاسعة، بدا يعزف الموسيقى على لوحة المفاتيح الموسيقية، لكنه عندما عاد وهو في الـ15 من عمره، كانت لديه لوحة مفاتيح موسيقية اكبر، ودهشت لما سمعته يعزف بعض الألحان".

وبينما كان أحمد شريف، ينتقل ما بين العراق والولايات المتحدة، لمتابعة علاجه، طلبت مونتانتي من والدته أن تسمح ببقائه معها في جزيرة ستاتن، ووافقت، وفقاً للتقرير الأمريكي.

وأضافت مونتانتي: "إنه بطلي ومصدر الهامي، إنه موسيقي مدهش، كأنه ابني، ونشرب القهوة معا كل صباح، وهناك دائما ابتسامة على وجهه."

والتحق أحمد شريف،  بمدرسة كورتيس الثانوية وهو في سن المراهقة، حيث كان يعزف على البيانو والبوق والطبول في فرقة موسيقى الجاز التابعة للمدرسة، وهو الآن يعزف الموسيقى مع فرقة تجمعه مع مونتانتي وموسيقيين آخرين في جزيرة ستاتن.

وأحمد شريف الذي أصبح الآن بعمر الـ25 عاماً، "لم يكن لديه مستقبل ولا حياة في العراق، لكنه ما يزال على اتصال بوالديه وأخوته في العراق"، وفقاً للتقرير الأمريكي.

إحياء الحلم

وأشار التقرير، إلى أن "أحمد شريف بعد تخرجه من مدرسة كورتيس، استمر بالعزف الموسيقي والخضوع لدورات تدريبية، بهدف ان يصبح مدرسا للموسيقى واللغة الانجليزية".

إلا أن شريف قرأ معلومات على الانترنت في العام 2019 عن كرة القدم للمكفوفين، ويقول الآن إنه راح تذكر في ذلك الوقت بالقول "هل سيعود حلمي إلي مجددا؟".

ولفت التقرير إلى أن "شريف وجه رسالة الكترونية الى كيفن بروسارد، وهو المدير المالي للجمعية الامريكية للرياضيين المكفوفين وبطل العالم ثلاث مرات، تحدث فيها عن حبه لكرة القدم وكيف كان يحلم باللعب مرة أخرى، ورد بروسارد عليه مرحبا بالتحاقه بهذه الرياضة".

وفي العام 2019، سافر شريف جوا الى سان دييغو في كاليفورنيا، بترتيب من الجمعية الامريكية للرياضيين المكفوفين، للمشاركة في اول معسكر تدريبي لكرة القدم للمكفوفين، بحسب تقرير"ستاتن ايلاند" الأمريكي.

ونقل التقرير عن بروسارد قوله إنه "منذ أن شارك أحمد شريف في المعسكر الاول للتدريب، اظهر تحسنا متزايدا في مهاراته ووعيه في الملعب منذ ذلك، مضيفا أن "شغفه باللعبة واضح، وقد عمل كمدافع بارز من اجل ازدهار هذه الرياضة، خاصة في منطقة مدينة نيويورك."

وتابع التقرير، أن "مع حلول صيف العام 2021، جرت دعوة شريف للمشاركة في معسكر تدريبي آخر في مدينة اوهايو، وفي تموز/يوليو الماضي، شارك شريف أيضا بمعسكر تدريبي في نورث كارولينا، حيث خضع لثلاثة ايام كاملة من التدريبات، جنبا الى جنب مع الرياضيين والمدربين المكفوفين الآخرين.

"فوي"

ونقل التقرير عن شريف قوله، إنه يتحتم عليهم كلاعبين مكفوفين أن يصرخوا طوال الوقت بكلمة "فوي" لكي يتمكنوا من التواصل مع اللاعبين الاخرين ولا يصطدموا ببعضهم البعض، مردفاً بالقول: "إنه شيء جديد، إنها مختلفة عن كرة القدم للمبصرين، إلا أنها تظل كرة قدم".

وتجري عملية تدريب تجمع ما بين الوافدين الجدد والرياضيين من اصحاب الخبرة في كافة المعسكرات التدريبية، وذلك بهدف ان تتمكن الجمعية من تحديد الرياضيين المؤهلين للانضمام الى اول فريق وطني لكرة القدم الامريكية للمكفوفين، والذي سيتم اعلانه في تشرين الاول/اكتوبر 2022.

ونوه التقرير الأمريكي، إلى أن "المنافسة الدولية الاولى لهذا الفريق الاول من نوعه في الولايات المتحدة، ستتم في ديسمبر/كانون الاول في غواتيمالا في بطولة أمريكا الوسطى للاتحاد الدولي لرياضات المكفوفين".

وتلعب كرة القدم للمكوفوين حاليا في 60 دولة حول العام، وهي تعتبر من أسرع الرياضات البارالمبية انتشاراً في العالم.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon