"نهوض من تحت الرماد".. إشادة بريطانية بشجاعة فريق رياضي عراقي لمبتوري الاطراف

"نهوض من تحت الرماد".. إشادة بريطانية بشجاعة فريق رياضي عراقي لمبتوري الاطراف
2023-07-01T17:21:40+00:00

شفق نيوز/ أشادت صحيفة "ميرور" البريطانية، يوم السبت، بشجاعة وتصميم فريق كرة القدم العراقي لمبتوري الاطراف، والذين خسروا اطرافهم خلال سنوات القتال الوحشي، إلا أنهم تحولوا الى "رمز لصعود الامة من تحت الرماد".

واشار التقرير البريطاني اللذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان زيارة الى فريق كرة القدم لمبتوري الاطراف، خلال تدريباتهم على خوض مباراتهم المقبلة، تظهر روح الرفيق التي لا تخشى الالم والمعاناة.

الحرب على داعش

ولفت التقرير الى ان كابتن الفريق محمد النجار (38 سنة) فقد احدى ساقيه خلال قتاله ضد تنظيم داعش في العام 2014 عندما اقتحم الارهابيون العراق وقتلوا كل من ظهر في طريقهم.

ونقل التقرير عن النجار قوله، انه قرر الانضمام الى الجيش لان داعش كان يهدد مدينته، ثم خسر احدى ساقيه بعدها بشهور بعدما اصيب بالرصاص شمال بغداد.

واضاف "القتال كان وحشيا لدرجة انني توقعت انني سأصاب بجروح، الا انني كنت اشعر انه يتحتم علي القيام بشيء ما وانضممت الى الجيش لحماية وطني من الارهابيين".

واضاف قائلا "فقدت ساقي لان نقلي الى المستشفى تطلب وقتا طويلا، والوضع كان سيئا للغاية، الا انني اعتقد انني قمت بالشيء الصحيح بانضمامي الى الجيش".

20 عاماً من الشجاعة

واعتبر التقرير البريطاني ان مثل هذه الشجاعة والتصميم، وهي شيء شهدته بغداد طوال الـ20 عاما منذ الغزو في العام 2003، هي التي دفعت النجار الى السعي لتشكيل فريق كرة القدم لمبتوري الاطراف.

ولفت التقرير الى ان لاعبي الفريق يستخدمون العكازات للتحرك، لكن ليس بإمكانهم استخدامها لركل الكرة، بينما يقفز حراس المرمى في الهواء للتصدي للكرة، ويواجهة مشكلة ما يسمى "الاطراف الوهمية" وهم يحاولون التصدي للكرة.

والى جانب تعزيز لياقتهم البدنية، يقول التقرير ان افراد الفريق يعززون صحتهم النفسية بشكل كبير، حيث تم منع احد اللاعبين من قتل نفسه.

مليونا عراقي يعانون الإعاقة

وبحسب التقرير، فإن ما يقدر بنحو مليوني عراقي يعانون من اعاقة من سنوات الحرب، الا ان مشاهدة العديد من مبتوري الاطراف في مكان واحد وهم يستعرضون بمهاراتهم، هو بمثابة امر ملهم.

ونقل التقرير عن النجار قوله "سنتدرب اليوم لمدة ساعتين، لكن بساق واحدة، يبدو الامر وكأنها اربعة سيقان، وهو امر مرهق"، مضيفا ان "الرفقة والصداقة كانتا بمثابة دفعة هائلة للاعبين وساعدوا بعضهم البعض".

واوضح التقرير ان احد هؤلاء اللاعبين كانت لديه ميول للانتحار عندما انضم الى الفريق. وقال النجار ان لاعبا اخر اكتسب وزنا كبيرا لانه لم يكن يمارس الرياضة، مشيرا الى ان اللعبة تمنحهم نوعا من الاستقرار والهدف حيث يقولون جميعا ان ذلك قد "غير حياتهم".

نساء في الفريق

ولفت التقرير الى ان النادي، الممول من الحكومة ومن جمعيات خيرية، يخطط لتشكيل فريق نسائي حيث اختار النجار بالفعل اربع لاعبات ويقوم ببناء الفريق، مشيرا الى وجود تحديات اجتماعية فيما يتعلق بممارسة النساء لهذه الرياضة وهن من مبتورات الاطراف، الا ان الامر يتقدم نحو الهدف.

وبحسب التقرير، فإن النجار، وهو متزوج ولديه اطفال، درس من اجل نيل شهادة الدكتوراه في بورتسموث في بريطانيا، حيث شاهد فريق مبتوري الاطراف، وعندما عاد الى العراق، بدأ العمل من اجل تشكيل الفريق.

وتابع النجار قائلا انه "لدينا ايضا فرقاً في انحاء العراق كافة، في البصرة والموصل والناصرية".

الحراسة بيد واحدة

الى ذلك، اشار التقرير الى ان حارس مرمى الفريق علي عبد الحسين، وهو صحفي فقد ذراعه بانفجار سيارة مفخخة بهجوم ارهابي في العام 2008، يلعب في صفوف الفريق منذ عامين.

ونقل التقرير عن عبد الحسين قوله انه يحب ما يفعله ضمن الفريق الكروي، فهذا "يعطيني دفعة كبيرة، لكنني اقر بأن الامر يكون مؤلما خلال التدريب خصوصا اذا اضطر الى القفز باتجاه الجانب الذي لا يملك فيه ذراعا".

واضاف مستدركا "لكنك سوف تعتاد على الامر".

ونقل التقرير عن طبيب الفريق عمر محمد (24 عاما) قوله ان جميع اللاعبين، يعانون من اوجاع والام، ولهذا فأنه يراقبهم عن كثب.

واضاف ان بعض اللاعبين "يعانون من متلازمة الاطراف الوهمية، مثل حراس المرمى عندما يعتقدون انهم ما زالوا يمتلكون ذراعا، لكن لدينا بعض العلاج لذلك".

وختم قائلا "انهم جميعا شبان شجعان، ولهذا، فانني اعتني بهم بقدر ما استطيع".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon