تقرير ألماني يكشف وثائق تثبت تمويل قطر لـ"حزب الله"

تقرير ألماني يكشف وثائق تثبت تمويل قطر لـ"حزب الله"
2020-07-21T13:39:06+00:00

شفق نيوز/ كشفت صحيفة "دي زيت" الألمانية، الثلاثاء، عن وجود وثائق تثبت أن قطر تمول جماعة "حزب الله" في لبنان.

وقالت إنها حصلت على أدلة تظهر أن أثرياء قطريين ولبنانيين يعيشون في الدوحة يرسلون أموالاً لـ "حزب الله" في لبنان، بمعرفة مسؤولين حكوميين قطريين وعبر منظمة خيرية في الدوحة.

وقالت الصحيفة في تحقيقها "عادة ما يتم إخفاء عالم الخدمات السرية والعملاء والأنشطة المرتبطة بهما عن العامة. ونادراً ما ترتفع الستارة قليلاً وتسمح برؤية بعض مما يجري في هذا العالم"، مردفة، أن "هذا هو الوضع في الوقت الحالي، وبين برلين والدوحة، تتكشف قضية كبرى متعلقة بالمال وتجارة الأسلحة والإرهاب".

ويستند التحقيق إلى معلومات حصلت عليها الصحيفة من مقاول خاص أسمته "جايسون ج" الذي يعمل أيضاً كعميل سري لصالح العديد من الأجهزة الأمنية ووكالات المخابرات، ونفذ مهام في عدة دول منها قطر.

وقالت "دي زيت" إن "جايسون وقع على ملف كبير في أثناء تأديته عمل في الدوحة، يثبت تمويل قطر لحزب الله". كما حصل جايسون على معلومات عن تبرعات بمبالغ طائلة جمعتها مؤسسة قطرية خيرية بمعرفة مسؤولين كبار في الحكومة، وذهبت إلى حزب الله في لبنان.

وأكد الصحفيان في صحيفة "دي زيت"، هولجر ستارك و ياسين مشربش، وقد اطلعا على المعلومات الواردة في الملف أن هذه التبرعات تمت بمعرفة مسؤولين حكوميين في قطر ومن خلال منظمة خيرية في الدوحة.

وذكرت الصحيفة الألمانية أنها اطلعت على ملف يضم أوراقاً وبيانات تدين قطر، وشددت على أن تحويل الأموال من قطر إلى "حزب الله" سيؤدي إلى مضاعفة الضغوط على الدوحة وقد يسفر في النهاية عن فرض عقوبات عليها. 

ومن بين المعلومات التي عثر عليها المقاول، صفقة أسلحة من أوروبا الشرقية كانت تتولاها شركة قطرية. وحاول المقاول في نهاية عام 2017 بيع الملف للدوحة، بعد أن عرف مدى أهمية المعلومات التي حصل عليها التي تشكل أدلة قاطعة على الاتهامات الموجهة للدوحة بتمويل منظمات إرهابية، بحسب ما ورد في التقرير.

وتواصل جايسون مع السلطات الألمانية لتقويم المعلومات التي أضحت بحوزته، وجاء التقويم بأنها معلومات "مثيرة للاهتمام وذات صلة" بمكافحة تمويل الإرهاب.

وكانت ألمانيا قد حظرت نشاطات حزب الله  على أراضيها في نيسان الماضي، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية التنظيم إرهابياً. 

وتسعى برلين لإقناع الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوة شبيهة ما يسهل عليها عملها في ملاحقة عناصر الحزب لديها. 

وتتابع الصحيفة الالمانية "عقد جايسون ست اجتماعات في بروكسل مع دبلوماسيين قطريين يفاوضهم على المعلومات، وشاركه في الاجتماعات رئيس شركة استشارية في ألمانيا يدعى ميشال إيناكر تعرف عليه عبر سياسي ألماني يعرفه". 

وكان إيناكير يعمل في شركة يوروكوم WMP الاستشارية منذ عام 2014، قبل أن يصبح رئيس مجلس إدارتها عام 2015، ولفتتهما المعلومات التي حصلا عليها فوضع جايسون بالإضافة إلى محاميه من برلين مواد الإدانة التي تجرّم الدوحة، على طاولة التفاوض، ساعيَيْن إلى مقايضتها بالمال، في وقت قدرت قيمة الملف السري الذي يحتوي على تلك المعلومات بعشرة ملايين يورو.

ويشير التحقيق الى ان صحيفة "جورازليم بوست" الاسرائيلية نقلت عن صحيفة "دي زيت" الالمانية أيضاً أنه "وفقاً لما ذكره جايسون ج فإن تعليقات مسيئة حول إسرائيل تم ذكرها في أحد الاجتماعات، وقال دبلوماسي قطري إنهم يعلمون من البداية أن اليهود أعداء لهم".

وأشار التقرير إلى أن "جايسون تلقى عدة مرات خلال هذه الاجتماعات 10 آلاف يورو نقداً في كل مرة، وأنه في الأشهر التي تلت سلمه القطريون 100 ألف يورو نقداً من دون أن تكون هناك أدلة مكتوبة على تسلم هذه الأموال".

وفي تموز عام 2019، توصل جايسون والقطريون إلى اتفاقية تفاهم قالت الصحيفة إنها اطلعت عليها، يتلقى بموجبها المقاول 10 آلاف يورو شهرياً لمدة عام مقابل "خدمات استشارية". 

والتزم القطريون بعدم ملاحقة جايسون بتهم التجسس مقابل عدم تسريب المعلومات الواردة في الملف الذي حصل عليه إلى أي طرف. وتورطت في الاتفاق الشركة الاستشارية الألمانية كذلك التي أبرمت اتفاقاً مع شركة جايسون "للترويج لعقود" مع قطر في ألمانيا، وفقاً لما ذكرته الصحيفة.

وتتابع الصحيفة الالمانية أن من بين المدفوعات المحولة من قطر، 15 ألف يورو يبدو بأنه تم تحويلها من عسكري قطري في آذار وفي أيار العام الماضي. 

وبحسب الصحيفة الألمانية فقد عرضت قطر على جايسون مبلغ 750 ألف يورو لشراء صمته وعدم مشاركة المعلومات التي بحوزته مع أحد، لكن المفاوضات فشلت، مقدرة أن قيمة تلك المعلومات أكبر بكثير من هذا الرقم.

وأشارت صحيفة "دي زيت" إلى أنها حاولت الحصول على رد من السفارة القطرية في برلين ومن الحكومة ولكن كليهما لم يعلق، فيما ذكر متحدث حكومي من الدوحة أن قطر تلعب دوراً محورياً في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. 

يذكر أن ألمانيا اتهمت قطر عام 2014 بتمويل الإرهاب، وقال وزير التنمية الألمانية غيرد مولر "علينا أن نسأل من يسلح ويمول مقاتلي داعش. الكلمة المفتاح هي قطر، والسؤال كيف نتعامل مع هؤلاء الأشخاص والدول سياسياً؟".

وقبل أيام قالت المخابرات الداخلية في ولاية بريمن الألمانية في تقريرها السنوي إن "جمعية المصطفى متورطة بتمويل حزب الله". وكان هذا المركز من بين الجمعيات التي طالتها مداهمات الشرطة الألمانية في نيسان الماضي، ولكن لم يصدر بعد قرار إغلاقها ولا اعتقال المسؤولين عنها.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon