منذ 3 أشهر.. الرطبة تعاني العطش بسبب "القائم" والسكان يحفرون "الآبار" في بيوتهم

منذ 3 أشهر.. الرطبة تعاني العطش بسبب "القائم" والسكان يحفرون "الآبار" في بيوتهم
2020-11-13T07:21:52+00:00

شفق نيوز/ منذ ثلاثة أشهر متتالية، يضرب العطش مدينة الرطبة 320 كم غرب مدينة الرمادي على الحدود مع الأردن، حيث يعيش السكان أزمة مياه غير مسبوقة، وتوقف تدفق مياه الشرب عن أحياء المدينة وضواحيها، الأمر الذي دفع الأهالي إلى حفر الآبار داخل منازلهم.

ويعزو مسؤولون الأزمة الحالية الى تعرض أنابيب نقل المياه للمدينة الى التدمير بفعل المعارك والهجمات الإرهابية بالسنوات الماضية، فاقمها توقف مضخات المياه الناقلة الموجودة في بلدة القائم.

ووفقا لمسؤولين محليين في المدينة؛ فإن أزمة المياه التي دخلت شهرها الثالث تسببت بمشاكل كبيرة لعشرات آلاف السكان فضلا عن زيادة عوامل التصحر وموت الكثير من الحدائق والجزرات الوسطية بالمدينة.

ولجأ مواطنون الى حفر آبار داخل حدائق منازلهم بكلف تصل إلى ما يقارب مليون دينار للبئر الواحد، لكن فرق تطوعية، نفذت حملات حفر آبار بالشوارع والساحات العامة ليتشارك أكبر عدد ممكن من السكان في تلك الآبار.

أزمة خانقة

و بشأن أزمة المياه المتفاقمة قال قائممقام مدينة الرطبة عماد الدليمي، لـ"شفق نيوز"، إن المدينة تشهد أزمة خانقة منذ أكثر من ستة أعوام وعلى عدة أصعدة لكن من أبرزها خدمات المياه سواء المياه الصالحة للشرب، أو المياه المخصصة للاستخدام اليومي، وزادت الازمة مؤخرا بفعل تحديات كثيرة".

وأضاف الدليمي؛ أن "سبب ذلك يعود إلى تعرض جميع أنابيب المياه للدمار أبان سيطرة تنظيم داعش على المدينة"، لافتا إلى أن "أهالي المدينة يعتمدون على الآبار الارتوازية، وصهاريج المياه كمصادر لسد احتياجاتهم اليومية من الماء".

مبادرات وتبرعات

وتابع الدليمي، أن "هناك مبادرات لجمع التبرعات وحفر المزيد من الآبار، بالتزامن مع العمل على تأهيل مشروع المياه في المدينة الجاري منذ نحو عام وعلى أمل إنجازه مطلع العام المقبل، بالتعاون مع منظمة الـ(undp).

واشار إلى أن "سيطرة تنظيم داعش في السابق، تسببت أيضاً بالانقطاع التام للتيار الكهربائي عن الرطبة بعد تعرض الأعمدة والمحولات الكهربائية للعطب ولم يتم تخصيص أية مبالغ لإعادة تأهيلها".

صهاريج  لا تكفي

بالمقابل ذكر الناشط محمد العيساوي وهو أحد أعضاء فريق تطوعي تكفل أخيرا بحفر عدة آبار شرقي المدينة، أن "نسبة السكان الذين يحصلون على مياه بشكل يسير أو سهل لا تتجاوز الثلاثين بالمائة وهم ممن حفر آبار عميقة بمنازلهم ويستخدمون مضخات المياه والغالبية الأخرى تجد معاناة سواء بشراء صهاريج المياه أو نقل المياه من الآبار القريبة".

وأضاف العيساوي  في حديثه لوكالة شفق نيوز؛ أن "البلدة بحاجة للمساعدة من الحكومة ببغداد كون المشكلة أكبر من إمكانيات المحافظة".

تفشي الأمراض  

من ناحيته، رأى المواطن عبد الرحمن طالب الكبيسي (43 عام)، ويسكن بلدة الرطبة، أن "أزمة المياه مستمرة وبشكل تصاعدي، وقد تسببت بتفشي العديد من الأمراض، أبرزها العجز الكلوي، والأمراض الجلدية المتنوعة، وغيرها من الأمراض التي تسببها تلوث المياه".

ولفت الكبيسي في حديث لوكالة شفق نيوز؛ الى أن "المواطن ممن لا يمتلك إمكانية مالية بات يأمل أن يستخدم حمام منزله بدون أدوات بدائية وأن ينساب المياه عبر الأنابيب".

وتعتدُّ مدينة الرطبة البلدة الوحيدة في الانبار التي لا تقع على نهر الفرات، إذ تتوسط رأس المثلث الغربي العراقي مع الأراضي الأردنية.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon