"الجينوسايد" عار على أي بلد

"الجينوسايد" عار على أي بلد

علي حسين فيلي

2021-04-04T17:41:51+00:00

علي حسين فيلي/ بعد واحد وأربعين عاماً من الابادة الجماعية للكورد الفيليين في العراق ومائة عام من الشوفينية في ممارسة الحكم، لم تتم بعثرة ماضينا فحسب بل ما زلنا لا نملك احصاءً حقيقياً صحيحاً يوضح العدد الحقيقي للكورد الفيليين في العراق، وأظن أنه ليس بالمقدور الحصول عليه.

لوحدها شوارع بغداد والازقة والمحلات الخالية من المواطنين الفيليين، هي من تنادي ان ابناء العراق هؤلاء قد تم طردهم من هنا عن بكرة ابيهم.

الحديث عن الأقليات، لا يفرق ابداً عن الحديث عن السياسة وهذا ممّا يؤسف له، بعد سقوط صدام وعلى الرغم من كتابة قوانين جيدة على الورق إلاّ انها لم تطبق لحد الان او اسوأ من ذلك أنها من سوء تطبيقها توحي باننا ما زلنا في العراق السابق، فهذا البلد ما زال لا يحوي عدد الكورد الفيليين الذي كانوا يسكنون هنا في القرن الماضي.

من دواعي الألم والمرارة أن من غير الممكن ان تحتضن بغداد مليون مواطن كوردي مرة اخرى.

العراق الذي كان على مدى تاريخه ملكا ومسكنا للعرب والكورد والكلدان والسريان والاشوريين والتركمان وباقي الاقليات، اليوم ازداد عدد المواطنين العرب من السنة والشيعة فيه بشكل كبير مقارنة بالاقليات، وهذه الزيادة الكبيرة لم تأت بشكل طبيعي عن طريق الولادات بقدر ما جاءت بالتعريب والتقتيل والتهجير وتغييب الكورد وغيرهم من الأقليات!.

الانقلابات العسكرية، الحرب وممارسة سياسة الطرد والتغييب، وسياسة التعريب والجينوسايد (الإبادة الجماعية)، فعلت فعلها الذي فاق فيها عدد الاموات من الكورد الفيليين في مقبرة (وادي السلام) في النجف عدد أحيائنا.

سياسات ما بعد صدام، لكونها في الغالب لا ضمانة لها بحيث أنه من بين مئات الألوف من الفيليين الذين تم تهجيرهم سابقا ويقطنون دول الخارج منذ سنوات طويلة واليوم يعدون قرابة مليوني شخص، عاد منهم أقل من 5% لأحضان الوطن الأم. 

مازلنا نلاحظ بأن عدد المغيبين قبل أكثر من أربعة عقود، أكثر بكثير من المجرمين البعثيين الذين نالوا جزاءهم بما اقترفته ايديهم، ولم ينل الفيليون لحد الان حقوقهم، ومن الممكن، في المستقبل ايضا نتيجة الاجبار على إنكار أصولهم الكوردية، ألاّ يبقى انسان يدعى الكوردي الفيلي في العراق.

بغداد دائما، تحرق ادلة ادانة الجناة لكيلا يبقى لاي شخص امل بان العراق بلد لكل المواطنين.

كوردستان، وبدلا من دعوة واستقبال اولاد (الكفاح) و(باب الشيخ) الذي حرموا قسرا من لغتهم وهويتهم وعنوانهم الابوي ولغتهم الام، تقوم هي الاخرى بنسيانهم.

أبناء الطائفة التي ننتمي لها، يشجعوننا على أحياء مراسم والمناسبات الدينية، وينسوننا في شتى مجالات الحياة وليست في إعادة الحقوق وحسب لنبقى في دوامة الإنتظار.

كلما مضى نظام وحل محله آخر، وكلما تولى ظالم حكم العراق، كانت هذه البلاد موطنا للكورد الفيليين وستبقى كذلك. ولن يُمحى هذا العار عن جبين هذا البلد بمجرد الكلام، والتي كانت أرضه محطا للأنبياء و90% منه من المسلمين وما زال الكورد الفيليون وباقي الأقليات يؤنفلون ويبادون فيه لمجرد الاختلاف في اللغة أو القومية او لمجرد الاختلاف في المعتقد.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon