ثورة أيلول التحررية رسالة الكورد الى العالم

ثورة أيلول التحررية رسالة الكورد الى العالم

يونس حمد

2020-09-08T06:06:43+00:00


في الحادي عشر من شهر أيلول من عام 1961 ,اندلعت في عموم جنوب كوردستان ثورة مسلحة وشعبية بقيادة الأب الروحي للكورد الخالد مصطفى البارزاني، اندلعت الثورة في وقت كان الوضع العالمي معقد خاصة بعد فترة من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكانت هناك حرب باردة القوتين العظيمتين في العالم الولايات المتحدة الأميركية  والاتحاد السوفيتي السابق، في تلك الاثناء وبعد فترة من سقوط الملكية في العراق واستمرار الصراع بين الحركات والقيادات السياسية خاصة بين القوميين والشيوعيين وظلم متواصل من الحكومات المتعاقبة للمسألة الكردية، شعر الكورد بأن حقوقة القومية سلب ولابد من ثورة لنيل تلك الحقوق المشروعة لشعب الكوردستاني في جنوب كوردستان وتعد الثورة أيضا رسالة للعالم أجمع أن إرادة الشعب الكوردي هى التى تنتصر دائما لقد كانت انطلاقة ثورة أيلول في جوهرها دفاعاً عن النفس وعن وجود الشعب الكردي.

إن حق الشعوب في تقرير مصيرها منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، وهو لا يخضع لتفسيرات دستورية هذا ناضل الشعب من أجل استرداد حقوق المشروعة ، وان ثورة أيلول التحررية كانت ولازال يعتبر من أهم الثورات عبر التاريخ الكوردي المعاصر، ثورة سياسية و شعبية و إدارية في نفس الوقت ،ولهذا سيبقى ايلول الكورد إلى أبد الدهر رمزاً للمقاومة و رسالة الى العالم بان الكورد باقون و ان ثورتهم مستمرة الى نيل من حقوقهم المشروعة و عيش حياة كريمة وحرية للإنسان الكوردي .بعد أن سار الثورة على خطتها المدروسة و التفاف الشعب الكوردي حول الثورة  و زعيمة وانتصارات تلو انتصارات و وقف كل وسائله وأدواته باءت بالفشل أمام إصرار الثورة وإرادتها الصلبة أرغم الحكومة في بغداد موافقة على اعطاء الكورد حقوقه القومية في وثيقة التاريخية في الحادي عشر من آذار عام 1970 وفي هذه الاتفاقية اعترفت الحكومة العراقية ولأول مرة في تاريخها بالحقوق القومية للكورد وأصبحت هذه الاتفاقية الحجر الأساس لكل المكاسب التي تحققت لشعبنا فيما بعد ،لكن بعد اربع سنوات من الاتفاقية رجعت الحكومة العراقية عن وعودها في 6 من اذارعام 1975 تم التوقيع على اتفاقية الجزائر بين صدام حسين وشاه إيران وبرعاية الرئيس الجزائري هواري بومدين وبمباركة اميركية ودول أخرى ، والتي استهدفت ضرب وانهاء ثورة ايلول الكردية 1961 – 1975 الذي كان مطلباً رئيسياً للحكومة العراقية، والاستحواذ على اراضعراقية واسعة والنصف من شط العرب وكان ذلك مطلباً رئيسياً لإيران. إن تطورات الأحداث المتتالية ، لاتفاقية الحادي عشر من آذار من تنصل الطاغية  لوعوده ، واتفاقية الجزائر الخيانة وحرب الإبادة الجماعية الشاملة (الجينوسايد) ضد الشعب الكردي من خلال مجزرة حلبجة ، وحملات الأنفال السيئة الصيت  و حرق ونسف القرى باكملها، والمصير المجهول للالاف من الكورد الفيليين و لثمانية آلاف منالبارزانيين ، كلها لم تثن من إصرار الشعب الكردي عن الدفاع عن حقوقه و استمرار الحياة.. الحادي عشر من أيلول  كان درساورسالة من الشعب الكردي للجميع بأن إرادته لم ولن تقهر أمام آلة القمع والاضطهاد الممارس ضده عبر عقود من الزمن , وان وحدها كفيلة بهز عروش المتربصين به بهويته القومية والوطنية, وبتاريخه المشرق.

ووفاءاً وتخليداً لذكرى ثورة ايلول الرحمة والمجد والخلود لأرواح شهدائنا الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن في ثورة ايلول التحررية وعلى رأسهم البارزاني الخالد و كاك ادريس و كل شهدائنا الابرار .

 

 



Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon