في انتظار الدخان الأبيض

في انتظار الدخان الأبيض

حسن شنگالي

2022-06-26T19:50:18+00:00

لأكثر من ثمانية أشهر على إجراء الانتخابات النيابية للدورة البرلمانية الخامسة والتي جرت في العاشر من أكتوبر عام 2021 والعراقيين ينتظرون بفارغ الصبر تصاعد الدخان الأبيض من مداخن مراكز القرار السياسي كعلامة على الاتفاق على تشكيل الحكومة العراقية وتجاوز الأزمة السياسية التي عصفت بالبلد نتيجة للتقاطعات والتجاذبات السياسية لعدم التوافق فيما بينهم على حصصهم عند توزيع الكيكة غير مبالين بما آلت إليه أوضاع الشعب والتي تزداد من سيء الى أسوأ.

ومن جهة اخرى تمسك التيار الصدري باعتباره الكتلة الأكبر على تشكيل حكومة أغلبية وطنية لا شرقية ولا غربية مع المتحالفين معهم من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتحالف السيادة مما أثار حفيظة البعض من الكتل السياسية الأخرى لعدم مشاركتهم المباشرة بالحكومة ووضعهم في خانة المعارضة السياسية ومناداتهم بمبدأ التوافق الأمر الذي رفضه التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر رفضا قاطعا حيث أدت الى انسحابه من العملية السياسية برمتها واستقالة نوابه من البرلمان العراقي مما أدخل العراق والعملية السياسية في دوامة لا مخرج منها، وعزف البعض الآخر من السياسيين بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة وتزايدت الدعوات على اعتبار المرحلة القادمة مرحلة انتقالية تفضي الى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة والتي تثقل كاهل الدولة ملايين الدولارات في كل عملية انتخابية ، لكن مع الاسف لازال الدخان الأسود يتصاعد من مداخن القرار السياسي والذي لا يبشر بخير مما يجعل العراق في حالة من الفراغ السياسي وتواصل حكومة الطوارئ بتسيير أعمالها اليومية والمجردة من كافة الصلاحيات الإدارية المعروفة والتي تعجز من تقديم اية خدمة للمواطنين من خلال تقييد صلاحيتها وكأن الشعب في واد والحكومة في واد آخر.

وتحالف وطن الذي يضم السيادة والديمقراطي الكوردستاني يدلون بشروطهم للمشاركة في الحكومة المقبلة وفق ضمانات من خلال الإعلان رسميا في وسائل الإعلام لانعدام الثقة بين المكونات السياسية من خلال تجاربهم المريرة مع الحكومات السابقة.

فإلى متى يبقى الدخان الأسود يتصاعد من مداخن القرار السياسي في العراق نتيجة للمضاربات السياسية وتغليب المصالح الشخصية والحزبية وضرب المصلحة العامة عرض الحائط وكأن الأمر لا يعنيهم، فلله درك يا عراق ممن تسلطوا على رقاب الشعب واعتبروا أنفسهم أوصياء على هذا البلد الذي عانى الويلات منذ سنوات خلت.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon