مشاهد انتخابية

مشاهد انتخابية

خالد الدبوني

2021-09-07T06:39:25+00:00

من حسنات الانتخابات اكساء شارع وتبديل محولة كهرباء!، هذه من اهم الانجازات التى يقدمها المرشحون للشعب، والمؤلم ان آلاف الطلبات التي تقدمها بها المواطنون لتبليط الشوارع واستبدال المحولات منذ سنين لم تهتم بها الدولة ولقيت مصيرها المعروف والمألوف وهو سلة المهملات ، اما الآن فهذه الطلبات تجد طريقها للتنفيذ ولكن ليس للمواطنين المستحقين ذلك بل للناخبين الموجودين في دائرة المرشح المحظوظ بدعم الوزارة له ولحزبه. وليس اي مرشح بالطبع، بل من خلال النواب المرشحون للانتخابات.

المصيبة وكالعادة لم نشاهد مرشحا قدم برنامجه الانتخابي وعرضه على الجمهور ولم يطالب الناس ايضا المرشح بتقديم برنامجه الانتخابي الوعي مفقود عند الاثنين المواطن اصبح حلمه بتلبية الحاجات الآنية ويعتبره مكسبا وانجازا بينما هي من أبسط حقوق المواطنة في كل الدنيا.

ومن الظواهر الأخرى الملفتة للنظر هي ظاهرة المرشحين المستقلين او كما يسمون أنفسهم بذالك، كيف لمرشح قبل الترشيح وضعه المادي متواضع وبعد الترشيح واعلانه بانه مستقل اصبح لدية موكب من السيارات الحديثة التى سعرها مئات الاف من الدولارات ويقيم المهرجانات الانتخابية وينشر الصور ويعطي اموال ورواتب لأعضاء حملته الانتخابية ؟ هل نزل عليه المال من السماء؟ ام انه تكتيك جديد من اجل خداع الناس واستغفالهم والظهور امامهم كمستقلين !

الا يوجد من يسألهم عن مصدر هذه الاموال؟ الديمقراطية في العراق غش وخداع متبادل بين المرشح والناخب ! لا المرشح يصدق مع الناخب ولا الناخب يصدق المرشح بالتصويت وذلك لعدم وجود وعي شعبي وجماهيري لكيفية ممارسة العمل الديمقراطي والسؤال هو اذا المرشح قبل ان يكون عضوا في البرلمان يستغفل الناس ويكذب عليهم ويعلن انه مستقل فكيف يكون اذا فاز واصبح عضوا ؟؟ بالتاكيد سيتنكر لناخبيه واهله ويذهب الى الجهة الادسم ويمضي اربع سنوات وسط الامتيازات والعمولات وتناحرات الاحزاب والكتل السياسية ثم يعود في الايام الاخيرة للانتخابات الجديدة ليستغفل اهله ويفوز بأصواتهم مرة اخرى . في المقابل نرى الناخب يعطي كلمته لكل مرشح يذهب اليه او ياتي هو اليه وفي النهاية ربما لا يذهب الى التصويت اصلا !!

الخلل في العراق بنيوي من الصعب جدا إصلاحه ولايتصور احد انه سيأتي برلمان يختلف عن السابق بل قد يكون اسوا وانا هنا لااعمم بل اذكر ظواهر موجودة ومشخصة وبالتالي ومع ملاحظة العوامل المؤثرة على الانتخابات فإننا امام مشهد لا يختلف اطلاقا عن انتخابات عام 2018. وعليه علينا ان لانتوقع التغيير ولا الاصلاح في العملية السياسية الا بجزء يسير للغاية ،وللاسف في النهاية هذا هو الطريق والاسلوب الوحيد للبحث عن ضوء في نهاية النفق المظلم .لا بديل لنا نحن الشعب المغلوب على امره الا بالمشاركة بقوة بالانتخابات واختيار من نراه ممثل حقيقي لاهلنا لعل وعسى ان يبقى هذا المرشح على عهده واخلاقه التي كان عليها قبل ان يصبح عضوا جديدا في البرلمان .بغير ذلك سنبقى ندور في حلقة مفرغة من الفساد والفشل الى ان تحل الكارثة على الجميع .

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon