علماء يفككون لغز "أضواء" زلزال المغرب

علماء يفككون لغز "أضواء" زلزال المغرب
2023-09-14T12:34:56+00:00

شفق نيوز/ أثار الزلزال الذي ضرب المملكة المغربية يوم الجمعة الماضي وخلف الآلاف من الضحايا والمصابين، تعاطفاً دولياً واسعاً، وخلّف قصصاً مأساوية، إلا أنه في الوقت نفسه أثار العديد من التساؤلات حول "الضوء الغريب" الذي رصدته كاميرات مراقبة ظهر أثناء حصول الهزة الأرضية.

شبكة "CNN عربية" الأمريكية، تناول موضوع "أضواء الزلازل" وقالت إن هذا الأمر ليس بالجديد ويعود إلى العصر اليوناني القديم.

"الأضواء حقيقية"

وقال جون دير، عالم الجيوفيزياء المتقاعد الذي كان يعمل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن هذه الانفجارات من الضوء الساطع المتراقص بألوان مختلفة حيرت العلماء لفترة طويلة، ولا يوجد حتى الآن إجماع حول أسبابها، لكنها "حقيقية بالتأكيد".

ولفت إلى أن الفيديو الأخير من المغرب الذي تمت مشاركته عبر الإنترنت يشبه أضواء الزلزال التي التقطتها الكاميرات الأمنية خلال زلزال عام 2007 في بيسكو، بالبيرو.

ويمكن أن تتخذ أضواء الزلازل عدة أشكال مختلفة، وفقاً لما ورد عن الظاهرة بكتاب شارك في تأليفه دير ونُشر في طبعة 2019 من موسوعة جيوفيزياء الأرض الصلبة، وورد فيه أنه وفي بعض الأحيان، قد تبدو الأضواء مشابهة للبرق العادي، أو قد تكون مثل شريط مضيء في الغلاف الجوي يشبه الشفق القطبي، وفي أحيان أخرى تشبه الكرات المتوهجة العائمة في الجو.

وقد تبدو أيضاً مثل ألسنة اللهب الصغيرة التي تومض أو تزحف على طول الأرض أو بالقرب منها، أو مثل ألسنة اللهب الأكبر الخارجة من الأرض.

ولفهم أضواء الزلازل بشكل أفضل، قام دير وزملاؤه بجمع معلومات عن 65 زلزالاً أمريكياً وأوروبياً مرتبطاً بتقارير جديرة بالثقة عن أضواء الزلازل التي يعود تاريخها إلى عام 1600. وقد شاركوا عملهم في ورقة بحثية عام 2014 نُشرت في مجلة Seismological Research Letters.

الأضواء وقوة الزلزال

ووجد الباحثون أن نحو 80% من هذه الحالات التي تمت دراستها بعد ملاحظتها في الزلازل التي تزيد قوتها عن 5.05 درجات في معظم الحالات، لوحظ أن هذه الظاهرة تحدث قبل وقت قصير من وقوع الزلزال أو أثناءه، وكانت مرئية على بعد 600 كيلومتر (372.8 ميل) من مركز الزلزال.

ومن المرجح أن تحدث الزلازل، وخاصة القوية منها، على طول أو بالقرب من المناطق التي تلتقي فيها الصفائح التكتونية.

ومع ذلك، وجدت دراسة عام 2014 أن الغالبية العظمى من الزلازل المرتبطة بالظواهر المضيئة حدثت داخل الصفائح التكتونية، وليس عند حدودها.

وعلاوة على ذلك، كان من المرجح أن تحدث أضواء الزلازل في الوديان المتصدعة أو بالقرب منها، وهي الأماكن التي تمزقت فيها قشرة الأرض - في مرحلة ما في الماضي - مما أدى إلى إنشاء منطقة منخفضة طويلة تقع بين كتلتين أعلى من الأرض.

الأسباب المحتملة للأضواء

توصل فريدمان فرويند، المتعاون مع دير والأستاذ المساعد في جامعة سان خوسيه والباحث السابق في مركز أبحاث أميس التابع لناسا، إلى نظرية واحدة لأضواء الزلازل، حيث أوضح أنه عندما تتعرض عيوب أو شوائب معينة في بلورات الصخور لضغط ميكانيكي - كما هو الحال أثناء تراكم الضغوط التكتونية قبل أو أثناء وقوع زلزال كبير - فإنها تتفكك على الفور وتولد الكهرباء.

الصخور والشحنات الكهربائية

وتابع أن الصخور هي مادة عازلة، وعندما تتعرض للضغط الميكانيكي، تصبح شبه موصلة، وأن الأمر "مثل تشغيل البطارية، وتوليد شحنات كهربائية يمكن أن تتدفق من الصخور المجهدة إلى الصخور غير المجهدة وعبرها"، لافتا في مقال نشر عام 2014 في The Conversation أن الشحنات تنتقل بسرعة تصل إلى نحو 200 متر في الثانية.

وتشمل النظريات الأخرى حول أسباب أضواء الزلازل، الكهرباء الساكنة الناتجة عن تكسر الصخور وانبعاث غاز الرادون، وفي الوقت الحاضر لا يوجد إجماع بين علماء الزلازل على الآلية التي تسبب أضواء الزلزال، وما زال العلماء يحاولون فك ألغاز هذه الظواهر.

وقال خوان أنطونيو ليرا كاتشو، أستاذ الفيزياء في جامعة ناسيونال مايور دي سان ماركوس في بيرو والجامعة البابوية الكاثوليكية في بيرو، الذي درس هذه الظاهرة، إن فيديو الهاتف الخليوي والاستخدام الواسع النطاق للكاميرات الأمنية جعل دراسة أضواء الزلازل أسهل، قائلا: "قبل أربعين عاماً، كان الأمر مستحيلاً.. لو رأيته لن يصدق أحد ما رأيته".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon