"غرف أكبر من زنزانة السجن".. بارجة بريطانية لإيواء طالبي اللجوء تثير ردود فعل غاضبة

"غرف أكبر من زنزانة السجن".. بارجة بريطانية لإيواء طالبي اللجوء تثير ردود فعل غاضبة
2023-07-22T14:03:01+00:00

شفق نيوز/ ستبدأ البارجة البريطانية "بيبي ستوكولهم" في إيواء طالبي اللجوء قريباً، مثيرةً ردود فعل رافضة لوضع اللاجئين على متن البارجة، التي تضم كبائن أكبر قليلاً من زنزانة السجن، كما أنها تحتوي فقط على المتطلبات الأساسية التي يحتاجها طالبوا اللجوء.

وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن "الحكومة البريطانية تشدد من إجراءاتها حيال المهاجرين واللاجئين"، مبينة أنه "تأجل موعد وصول الفوج الأول، المكون من 50 طالب لجوء إلى البارجة، من الأسبوع المقبل إلى "الأسابيع المقبلة".

وأوضحت الصحيفة أن "وزارة الداخلية البريطانية تهدف إلى زيادة عدد الركاب (أو "مستخدمي الخدمة"، حسب وصف طاقم البارجة) إلى 500 بحلول الخريف".

ويأتي هذا الإجراء "فيما جعل رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك، مكافحة الهجرة غير النظامية أولوية باسم الوعود التي قُطعت في وقت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفي مواجهة تزايد عدد الوافدين عبر قناة المانش".

ومن أجل تقليل كلفة إيواء طالبي اللجوء الذين تدفع حالياً الحكومة ثمن إقامتهم في فنادق، قررت استخدام بارجة رئاسية على رصيف ميناء بورتلاند الإنجليزي على ساحل القناة.

الحياة داخل البارجة

وبينت الصحيفة انه حين تفتح البارجة أبوابها أخيراً، سيشق الوافدون طريقهم إليها عبر لوح خشبي، ليجدوا أمامهم جدراناً خالية من أية زخارف أو رسومات، وإن كان معلقاً على جدار غرفة الاستقبال ورقة بسيطة مكتوب عليها كلمة (مرحباً)".

وأُعيد تجهيز الكبائن داخل البارجة التي تتسع لشخص واحد، بأسرّة بطابقين، لمضاعفة السعة المحتملة للبارجة، وقالت الصحيفة البريطانية إن "كل كابينة أكبر قليلاً من زنزانة السجن، وأصغر قليلاً من وحدات السكن الجامعية، ومجهّزة بدشّ ومرحاض وخزانة ومرآة ومكتب ونافذة".

كان يوجد اختلاف طفيف في الطريقة التي قدم بها موظفو وزارة الداخلية البارجة المكونة من 222 كابينة للصحفيين، الذين نُظمت جولات لهم عليها، وطريقة ممثلي الشركة المتعاقدة من الباطن لإدارة البارجة.

حرص المسؤولون الحكوميون على التأكيد على جاذبية البارجة من حيث انخفاض تكلفتها، فيما تحدث موظفون عاملون بشركة Landry & Kling التي تعاقدت معها شركة أسترالية لتشغيل السفينة لصالح وزارة الداخلية البريطانية، عن وجود مطعم للوجبات الخفيفة على مدار 24 ساعة، وزيارات للمخصصات المحلية، ورحلات تنزه وركوب دراجات للمقيمين.

يضم مركز البارجة مساحتين مفتوحتين صغيرتين ستُركَّب فيها شباك قريباً ليلعب الناس الكرة الطائرة، أو كرة الشبكة، وربما شكل من أشكال كرة القدم، كما وتتوفر صالة ألعاب رياضية صغيرة بها جهازي ركض وغرفة تعليمية بها ثمانية مقاعد فقط، وفقاً لصحيفة The Guardian.

أحد موظفي شركة Landry & Kling، قال إن "الشيء الذي يجعل هذه السفينة أفضل من سفن كثيرة أخرى أن كل غرفة بها نافذة، لن تشعر فيها برهاب الأماكن المغلقة. والنوافذ يمكن فتحها، على عكس بعض الفنادق. وهناك مساحة عامة كافية للشعور بالحرية والبراح".

تطل النوافذ على سياج معدني عالٍ ووحدات أعمال بحرية، وقالت الصحيفة البريطانية إنه "لا يُعرف بعد إن كان المقيمون رجالاً عزاباً تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً، الذين سيعيشون فيها لمدة تصل إلى 9 أشهر، سيتفقون على توفر هذا الشعور بالحرية والبراح. وستضم البارجة أيضاً موظفي أمن مدربين على حل الخلافات التي تنشأ على متن السفينة".

وقال موظفو شركة Landry & Kling إن وزارة الداخلية طلبت عدم توصيل أجهزة التلفاز (التي كان يستخدمها عمال البناء مؤخراً على البارجة) بالكهرباء، فيما قال موظفو وزارة الداخلية إنهم يريدون "تعزيز التواصل الاجتماعي" بدفع الناس إلى الخروج من غرفهم لمشاهدة التلفزيون مع بعضهم في غرفتي التلفزيون المشتركتين.

لكن وجود أجهزة تلفزيون لا تعمل قد يشير أيضاً إلى رغبة وزارة الداخلية في تأكيد أن أحدث حلولها لإسكان طالبي اللجوء لا يوفر إلا "المتطلبات الأساسية" دون أي رفاهيات.

البارجة تثير غضباً

أثارت البارجة ردود فعل متباينة، وفي الشارع عند مدخل الميناء، لم يتوقف المتظاهرون المحليون عن إبداء غضبهم من هذه البارجة طوال الأسبوع، فكان البعض غاضباً من وجود أعداد كبيرة من طالبي اللجوء على مسافة قريبة جداً من المدينة السياحية الصغيرة، فيما احتج آخرون على احتجاز طالبي اللجوء في البوارج من الأساس.

كذلك لقيت خطوة إيواء اللاجئين على متن البارجة انتقادات واسعة من منظمات حقوقية، اعتبرتها "قاسية" و"تنتهك" كرامة طالبي اللجوء.

من جانبها، أكدت الحكومة البريطانية، يوم الجمعة الماضي أن البارجة المثيرة للجدل ليست "سجناً عائماً"، مشددة على أن طالبي اللجوء الذين سيبقون على متنها سيحتفظون بقدر من حرية التنقل، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

يُذكر أنه قبل استخدام بارجة بيبي ستوكهولم لإيواء عمال النفط والبناء، استخدمتها هولندا في أوائل الألفينات لإيواء طالبي اللجوء، ووثق تقرير لمنظمة العفو لعام 2008 الصدمة النفسية التي أُصيب بها من أقاموا فيها.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon