في غضون 30 عاماً.. خبراء يحذرون من خطر يهدد الحياة على الأرض

في غضون 30 عاماً.. خبراء يحذرون من خطر يهدد الحياة على الأرض
2021-06-23T17:14:42+00:00

شفق نيوز/ حذر خبراء المناخ في الامم المتحدة، من خطر يهدد وجود العديد من فصائل الحيوانات والنباتات ونقص في مصادر الغذاء وشح مياه الشرب، بسبب الانبعاثات الغازية.

وبحسب تقرير للخبراء نشرته وكالة فرانس برس، سيؤدي التغير المناخي نزوح وسوء تغذية وانقراض أنواع من الحيوانات والنباتات وتدمير الحياة التي نعرفها حاليا على كوكب الأرض في غضون 30 عاما وحتى قبل ذلك.

ومهما كانت وتيرة تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، فإن التأثيرات المدمّرة للاحترار المناخي على الطبيعة والبشرية، ستتسارع، بحسب ما تؤكد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التي تستخدم في تقريرها نبرة تتأرجح بين التشاؤم الشديد والأمل بإمكانية تغيير مصير سكان الكوكب عبر تطبيق إجراءات فورية وجذرية.

وجاء في الملخص الفني الواقع في 137 صفحة أن "الحياة على الأرض يمكن أن تتعافى من تغيّر مناخي كبير عبر الانتقال إلى أنواع جديدة وإقامة أنظمة بيئية جديدة أما البشرية فغير قادرة على ذلك".

وخُصّص تقرير التقييم الكامل الواقع في أربعة آلاف صفحة، وهو أكثر تشاؤماً بكثير من التقرير السابق الصادر عام 2014، لتوفير معلومات تؤخذ على ضوئها القرارات السياسية.

ولكنه لن ينشر قبل فبراير 2022 بعد موافقة الدول الأعضاء الـ195 في الأمم المتحدة بالإجماع عليه. ويعتبر بعض العلماء أن هذا الموعد متأخر جداً بالنسبة إلى الاجتماعات الدولية المهمة حول المناخ والتنوع الحيوي التي ستُعقد في أواخر عام 2021.

ورفضت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "التعليق على مشاريع تقارير ما زالت قيد النظر".

بدورها، رأت الناشطة السويدية، غريتا تونبرغ، أنّ النص يضع العالم "في مواجهة الواقع".

وقالت إنّ "الأسوأ هو أن نمتنع عن مواجهة الحقيقة ونسعى إلى التخفيف عبر القول: ستكون الأمور على ما يرام، لا تقلقوا أو نبذل اقصى جهودنا، في حين أنّ ذلك كذب".

وتعهّد العالم عبر توقيع اتفاق باريس حول المناخ في 2015، بحصر الاحترار المناخي بأقل من درجتين مئويتين أو حتى 1,5 درجة مقارنة بحقبة ما قبل الثورة الصناعية.

ومنذ 10 سنوات، كانت عتبة الدرجتين تُعتبر مقبولة، مع هامش أمان ضئيل كذلك. حالياً، تعتبر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التي وضعت التقرير أن تجاوز 1,5 درجة مئوية قد يتسبب "تدريجياً، بعواقب وخيمة، على مدى قرون، لا يمكن الرجوع عنها أحيانا".

وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قبل فترة قصيرة إلى وجود احتمال بنسبة 40% أن يتمّ تجاوز عتبة 1,5 درجة مئوية على أساس سنوي بحلول العام 2025.

وتوضح الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن "الأسوأ آت، سيؤثّر على حياة أبنائنا وأحفادنا أكثر مما يفعل على حياتنا"، في حين أن الوعي بالأزمة المناخية بات أكثر من أي وقت مضى.

ومع ارتفاع حرارة الأرض 1,1 درجة مئوية منذ منتصف القرن التاسع عشر، باتت التداعيات خطرة من الآن، وستزداد حدة حتى لو لجمت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وسيكون الأطراف الذين يتحمّلون أقلّ قدر من المسؤولية عن هذه الانبعاثات، أكثر من يعانون.

ويرجّح أن يكون الأوان قد فات لبعض الحيوانات والنباتات. ويقول التقرير "حتى مع 1,5 درجة مئوية، ستتغير ظروف الحياة بما يتجاوز قدرة بعض الكائنات على التكيف"، مشيراً إلى الشعاب المرجانية التي يعتمد عليها نصف مليار شخص.

ومن بين الأصناف المهددة أيضاً، حيوانات القطب الشمالي الذي ترتفع حرارته ثلاث مرات أسرع من المعدل الوسطي، ما قد يتسبب بالقضاء على نمط حياة الناس الذين يعيشون بارتباط وثيق بالجليد.

ويلفت التقرير إلى أن "في كل أنظمة الإنتاج الغذائي"، من الزراعة وتربية الحيوانات إلى الصيد و تربية الأحياء المائية "الخسائر المباغتة تتزايد"، مشيراً إلى أن التقلبات المناخية هي "المحرك الرئيسي" لها.

وفي مواجهة هذا التفاقم المؤكد للوضع، لا يزال البشر غير مستعدّين. وتحذّر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من أن "المستويات الحالية من التكيّف ستكون غير كافية للاستجابة إلى المخاطر المناخية المستقبلية".

وحتى مع حصر الاحترار المناخي بأقل من درجتين مئويتين، سيواجه ما يصل إلى 80 مليون شخص إضافي الجوع، فيما قد يغرق 130 مليون شخص إضافي في الفقر المدقع في غضون عشر سنوات.

وفي العام 2050، سيكون مئات ملايين سكان المدن الساحلية معرّضين للخطر بسبب ارتفاع مستوى مياه البحر، ما سيؤدي أيضاً إلى موجات نزوح كبيرة.

ومع حصر الاحترار المناخي بـ1,5 درجة مئوية، سيواجه 350 مليون شخص إضافي من سكان المدن شحّا في المياه، ليرتفع العدد إلى 400 مليون شخص في ظلّ درجتين مئويتين. ومع النصف درجة الإضافية هذه، سيكون 420 مليون شخص إضافي مهددين بموجات حرّ شديدة.

ويتوقّع التقرير أن تزيد "نفقات التكيّف بالنسبة لإفريقيا بعشرات مليارات الدولارات في العام مع تجاوز الدرجتين المئويتين". وينبغي أيضاً تأمين هذه الأموال.

من جهة أخرى، يلفت التقرير إلى خطر الآثار المتتالية. قد تتعرّض بعض المناطق (شرق البرازيل وجنوب شرق آسيا ووسط الصين) وكل المناطق الساحلية لثلاث أو أربع كوارث مناخية متزامنة وحتى أكثر: موجات حرّ وجفاف وأعاصير وحرائق وفيضانات وأمراض يحملها البعوض.

وبحسب التقرير، يجب الأخذ بالاعتبار أيضاً الآثار المفاقمة لأنشطة مضرة أخرى للكوكب يقوم بها الإنسان، وهي: تدمير المواطن الطبيعية واستغلال الموارد البيئية والتلوّث وتفشي الأمراض.

ويقول الخبير في اقتصاد المناخ غير المشارك في إعداد هذا التقرير نيكولاس شتيرن "يواجه العالم تحديات متداخلة معقّدة، إن لم نواجهها بالتزامن، لن نتمكن من رفع أي منها".

وثمة أيضا شكوك حول "نقاط حاسمة" تعتبر عناصر أساسية قد يؤدي تغييرها جوهريا إلى تبدل جذري ولا رجعة عنه في النظام البيئي.

ففي حال تخطى الاحترار المناخي الدرجتين المئويتين، قد يتجاوز على سبيل المثال ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند وغرب القطب الجنوبي (اللذين يحتويان على كمية كافية من المياه لرفع مستوى مياه البحر 13 متراً)، نقطة تحوّل لا يمكن الرجوع عنها، بحسب أبحاث أُجريت في الفترة الأخيرة.

ويؤكد التقرير أنه لهذا السبب "كل جزء من درجة مئوية يهمّ"، في وقت قد تشهد منطقة الأمازون - إحدى رئات كوكب الأرض إلى جانب المحيطات - نقطة تحوّل أخرى بعدما تضاءل عدد الأشجار فيها كثيراً.

ويقول التقرير "نحن بحاجة إلى تحوّل جذري للآليات والسلوكيات على المستويات كلها: الأفراد والجماعات والشركات والهيئات والحكومات"، مضيفا "ينبغي علينا إعادة تحديد نمط حياتنا واستهلاكنا".           

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon